أعدك أن تبحث عني يوما
أعدك أن تشعر بالخوف
عندما تمد يدك نحوي ولا تجدني
فيهبط قلبك رعبا من الدنيا
أعدك أن تقلب أوراقك بحثا عن حروف
زينتها لك بخطوط دمي العاشق
فاحترقت يداك دفئا من لهيبها
أعدك أن تبحث عني
كثقتي بحبي لك
أعدك وعد الوفاء لزمن لا يستحق الوفاء
أن تدوخ طويلا
وأن تحرق ساعات يومك بحثا عن عيوني
أعدك أن المطر لن يهطل عليك ثانية
من قلب شجوني
والقمر سيزورك.........
لكن هذه المرة بدوني
يوما ما
ستبحث
عن دفئ الشمس
التي أشرقت بعمرك من عيوني
نعم يا صديق قلبي
أعدك أن تبحث طويلا
عن زورق نجاتك من قلب الآلام وعندها يا طفلي
ساكون بعيدة جداا
سأكون مبحرة
عن شواطئ الحرمان
بعيدة عن حلم أوهمني
أنه سيكون لي دفئ الأمان
نعم يا قلب يعلم
كيف يقتل الأحلام
سأرحل بجناحي طائر
لا يعود إلى نفس الديار
ويعلم أين تقطن مدن النسيان
لأسقي جذوري الدافئة بلون الماء
حتى تصبح كل الوجوه واحدة
بنفس الملامح ونفس الانطباع
حتى إذا ما صادفت
وجهك يعبر أمامي
اطمأن وقتها أنني
لن أراه
إلا كلون الماء
خالي من الألوان
وتائها عن زمن اللوعة والحرمان
هكذا تصبح الأشياء
أكثر جمالا
والألوان أكثر أتساعا
والقلوب أكثر غيابا
واشتياقك
أكثر هطولا
من الآن
نعم يا حاضر
يسكن القلب والروح بكل أمان
أعدك أن تبحث يوما
عن أرضك تحت أقدامي
وعن ظلك من ورائي
أعدك........
كوعدي لعينيك
أن ألهب بريقهم بالدفء والحنان
أجل يا فرح
جاءني بزمن كله حرمان
ليسقي جذوري من الجفاف
ليس لأنه لمح حزني يغفو تعيسا على أرصفة الزمان
بل لأنه يعشق اللعب مع الأحزان
فلا يريده أن يبقى ولا يموت بين الأيام
*
*
جاءني لينسى جرح خلفته له قسوة الغربة
فخر كنجم ملئه الدموع بين يدي
جاءني ...........
طفل يخفي همه
وراء عيونه الشقية
ليلعب وبكل براءة على صدر أحزاني
ينسيني لوعتي........
حتى ألصق له
عكازا كسرته
عواطفه الندية
*
*
اليوم
أقولها لك
ولن أعيدها ثانية
ستبحث عني
كغريق فقد زورق نجاته
عندما ظن أنه يمكن أن يبقى معه
بعد أن رمى رمحه في أرضه
ونسى أن
من طاقة زورقه
ليبقى فوق الماء
حاملا إياه إلى شاطئ
الأمان..