تحياتي ومحبتي لكم جميعاً ادوناي

لقد صدق شاعرنا في تعريف البطل الصنديد, فهو ذاك البطل الذي يتحمل المشاق والمتاعب في سبيل الآخرين.
والبطل مسعود ميرزا شمعون لم يكن إلا واحداً من هؤلاء العظام الذين سنحت لهم الفرصة ليقدم لشعبه وأمته أغلى مايملك , فقاتل وأحسن القتال, وسايس فكان من أقدر السياسيين, مع أنه لم يدخل كلية حربية ولا مدرسة سياسية, إنماخبرته الواسعة ومحبته الغامرة وإخلاصه المنقطع النظير لأبناء أمته, دفعه إلى لملمة شتات هذا الشعب وجمعه وتوحيده ليتمكن من صد العدوان, ومقاتلة الأعداء.
ولد بطلنا مسعود ميرزا شمعون حوالي عام 1885 في قرية مزيزح, ودخل دير ماركبرئيل في قرتمين بتركية وهو يافع بقصد الترهب وخدمة بيت الرب وتعلم اللغة السريانية والطقس الكنسي ولكن الحوادث المؤلمة التي حلت بشعبنا السرياني المضطهد دفعته لترك الدير والأنصراف للذود عن شعبه وهو الشاب القوي الملتهب حبا وغيرة وعنفوانا كالأسد الهصور.
لذلك نراه يتوجه إلى مديات وعروس طور عبدين السريانية آنذاك ويجتمع مع وجهاء السريان وأغنيائهم وهو الذي أدرك بحدسه النير ونظرته الثاقبة ما تبيته الحكومة العثمانية للمسيحيين من مذابح وتصفياتجسدية لمحو كيانهم ووجودهم القومي وعرض عليهم تشكيل جيش مؤلف من ثمانية آلاف مقاتل من القرى المحيطة بمديات ومباغتة ألأعداء قبل وقوع النكبة بثلاث أشهر على أن يقدموا له المال اللازم لشراء الأسلحة وتوزيعها على المسيحيين ليتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم وصد العدوان, ولكن أغلبهم رفض عرضه بحجة أن المذابح لن تشمل السريان فخرج باكيا من الأجتماع وهو يقول لهم : إن لم تفعلوا ماأطلب إليكم فلسوف يقتلكم الأعداء ويأخذون أموالكم عندئذ لن ينفعكم ندم ولا تأسف .
لكن كلي هرمز لحقه وقال له : لا أملك سوى صفيحة من الرصاص وثلاث بنادق اقبلها مني هدية.
جاء في كتاب القصارى في نكبات النصارى, لشاهد عيان قوله: ( إن إمام عينورد مسعود ميرزا الامزيزخي الشجاع ضم إاليه الرجال والشباب وبعث فيهم روح الحماسة والنخوة واستنهضهم ليدافعوا عن نفوسهم ويقاتلوا الأتراك حتى أخر نفس .
وسار إذ ذاك إلى عينورد قوم من مسيحي مديات وباته وزاز وحبسناس وكفره وكفرزه حتى ناهزوا الستة الآف نسمة وأفادوا مسعوداً عما ارتكبه أعداء المسيحيين في قراهم من المنكرات والجرائم فأتفقوا جميعاً على مناوشتهم القتال بكل طاقتهم).
أما عينورد فإن مسعود أفرز منهم طائفة لصب الرصاص فلم يتركوا في بيوتهم نحاساً أو رصاصاً إلا و ذوبوه وصاغوه وقاتلوا به أعدائهم).
وجاء في كتاب مصائب طور عبدين لمؤلفه الخوري سليمان حنو بالسريانية ( لقد كان السيد مسعود رئيساً مدنياً سريانياً, حكيماً وسياسياً معروفاً بحل الخلافات والنزاعات بين القبائل والناس, وكان يتنقل بين بين القرى والمدن السريانية ,يحث ابنائها ويشجعهم ويستنهض هممهم ليكونوا على أهبة الأستعداد للوقوف بوجه ألأعداء الذين يريدون حرمانهم من نسمة الحياة. وتسلم قيادة العمليات الحربية أعتباراً من عام 1914.
وشرع بتحصين وتسوير عين ورد قبل بدء الهجوم بأشهر وعندما هاجم الأعداء مديات وبدؤوا بنهبها وقتل سكانها الآمنيين أرسل أخاه شابو على رأس أربعمئة مقاتل إلى هناك واخترقوا الحصار وأخرجوا من تبقى من الأهالي ونقلوهم إلى عين ورد.
بعد ذالك أتفق الأعداء على مهاجمة عين ورد تلك القرية الحصينة حيث أنطلقت العشائر مع الجيش العثماني في صيف 1915 وحاصروها مدة ثلاثة وستون يوما فسطر وقومه بطولات خارقة وخرجوا منتصرين مرفوعي الرأس ناصعي الجبين.
وأثناء الحصار كانوا مقاتلوا مسعود يخترقون الحصار ليغيروا على إحدى القرى المعادية القريبة لجلب المؤن والماشية وفي إحدى المرات قاموا بهجوم على أحد مخازن الجيش وجلبوا منه كمية من الرصاص والبارود.
ومن جملة أساليبه الحربية أنه أمر رجاله وبعد مرور أربعين يوما على الحصار أن يصعدوا إلى الأسطحة ويقوموا بحركات تدل على أنهم سلقوا البرغل مما أدخل الياس في نفوس الأعداء .
وشرعت القبائل بطلب الصلح بقص الغدر والخيانة وبعد أخد ورد وبسبب عدم الثقة لم يستجب لهم مسعود إلا عندما تدخل الشيخ فتح الله وكان قد أفتا بعدم جواز قتل المسلم للمسيحي, من خلاله تم الصلح بين الطرفين وحل السلام على يديه , لكن العشائر المعتدية وبعد عقد الصلح أخدت تنصب الكمائن ليلا لمن يتنقل بين القرى السريانية وقتلت غدراً أضعاف ما قتل أثناء الحصار.
أما مسعود فقد أنتقل بعدئذ إلى قرية كفري وقام بتحصينها وبقى فيها الى أن نالت منه يد الغدر والعدوان تلك التي لم تستطع النيل منه وقت البطولة والرجولة فاشترت رجلا خسيسا مريض النفسى من قريته فأندفع إلى سطح الكنيسة حيث كان مسعود يقود أحدى المعارك مع العشائر ويوجه المقاتليين فأطلق عليه الرصاص من الخلف وقتله غدرا في كانون الاول عام 1918,
مختصر عن القصة
...................................................................................
وجوه سريانية
بقلم ألأستاذ جوزيف أسمر ملكي

الشاعر الغنائي
دنحو كورية دحو
هو دنحو كورية دحو من مواليد حمص عام 1926 أنتقلت عائلته إلى مدينة القامشلي عام 1933 ودخل ابتدائية السريان الأرثوذكس ونال الشهادة الابتدائية عام 1940.
عمل في المصالح الزراعية أولاً ثم توظف في شركة كهرباء القامشلي وترك العمل فيها عام 1980, جاهد الجهاد الحسن في سبيل تطوير لغته السريانية والعربية بكثرة المطالعة.
كان يملك قدرة خطابية متميزة وحواراً مقنعاً ملفتاً للنظر, آمن بقضايا شعبه السرياني العظيم في كل لحظة في حياته وحتى أثناء مرضه لم يكن يفوت فرصة إلا ويطرح من خلالها فكرة تعالج واقع أمته
أنه أول شاعر شعبي لللأغنية السريانية في النصف الثاني من القرن العشرين, ويعد فاتحاً ورائداً لا يشق له غبار في هذا المضمار , تلك الأغنية التي لم تطرح للشعب ولم تقدم بالأسلوب المطلوب من عهد السيد المسيح وحتى السبعينات من القرن لأن المدلول والعرف السائد آنذاك أن اللغة السريانية منزهة عن أن يغنى بها لأنها لغة السيد المسيح.
ولم تكن في الساحة السريانية سوى أغنيتين مرلي سارو مرلي وأغنية أخرى .
وألأغنية السريانية الحديثة لم تأتي هكذا من فراغ , وانما نتيجة حتمية لضرورات وحاجات اجتماعية وشعبية .
ومن تلك الضغوطات نذكر أن صاحب السيرة كان يحضر عرساً في مدينة رأس العين حيث العريس سرياني والعروس أرمنية, وبدأ الحفل وشرع المغنون بتقديم الأغاني العربية والارمنية وسواها دون أن يكون للأغنية السريانية موطئ قدم هناك, فجاء أحد الحضور للشاعر دنحو وصديقه عيسى وأخذ يعاتبهما متهكما: أليس لكم أغاني سريانية تغنى في هذا العرس والعريس سرياني؟ فاحتدى صاحبه عيسى وقال بلى لدينا أغاني سريانية, وتناول الجمبش مع أنه لايعرف العزف عليه وأخذ يقرع أوتاره بشدة وقوة وكأنه يريد إظهار معرفته للعزف وشرع ينشد ترتيلة كنائسية حتى يبين للحضور أن الأغنية السريانية موجودة.
وفي منتصف السبعينات شرع يكتب ألأغنية السريانية العامية ويقدمها للجمهور كقصة غنائية قصيرة وبأسلوب يتميز بالبساطة والوضوح متفادياً الكلمات الصعبة المعقدة التي تثقل كاهل المستمع, ويطرح في كل أغنية بضع كلمات سريانية فصحى ولكنها منحوتة لغويا فيما يسمى باللغة الثالثة وذالك لتطوير الأغنية ورفع مستواها وايصالها للأفضل والأحسن طارقا أغلب الأوزان الشعرية السريانية.
وكانت الموضوعات التي طرقها في أغانيه متنوعة فمنها قومي وطني مثل: أغلاق المدارس وفتح مدارس بالبيوت , الهجرة ومضارها , دعوة للاتحاد, حياة الغربة, ويل لك أيها الزمن,
ومن الموضوعات الأجتماعية التراثية: إقامة العروس , أبنة القرية , عيد رأس السنة. وأغاني غزلية .
ولكن الثورة الغنائية الفعلية حصلت حين كتب شاعرنا أغنية (شامومر) ولحنها الملحن السرياني القدير بول ميخائيل كولي وأداها المطرب حبيب موسى , حيث عالج فيها قضية زواج الشباب والشابات والمصاعب والعراقيل المادية التى تعترضهم وضرورة ثورتهم على تلك القيود والمطالب البالية,فألهبت مشاعرهم وأحاسيسهم, فأشتهرت بشكل لم يتصوره أحد وسارت تلك الاغنية على كل لسان ونزلت الشوارع والأماكن العامة والمتنزهات وألأعراس يغنيها السرياني وغير السرياني من أبناء القامشلي
وقيل أن الشاعر دنحو مرا يوما أمام أحد الأبنية الحديثة فرأى عاملا يحمل تنكة ويصعد سلما وهو يغني قائلا: شامومر شامومر.... فقال : الآن ارتاحت نفسي وأطمأن بالي, فقد وصلت الأغنية السريانية إلى ماكنت أصبو أليه.
وفي أواخر حياته أصابه المرض وبات نزيل الفراش لسنوات عديدة, قصر الأخرون_ولا سيما القائمون على أمر الأغنية السريانية والتراث السرياني _تجاهه كما يحصل لكل أديب عظيم مثل نعوم فائق وعبد المسيح قرهباشي وسواهم.
ومن أقواله: حين سئل وهو مريض إن كان مستمراً في الكتابة أجاب : إذا عجزت يداي عن مسك القلم فلسوف ألتقطه بشفتي ,لأكتب وأكت, ومن أقواله أيضا أن لاترضيه في الأدب لذلك نصح أولاده بعدم تكريمه بعد مماته .توفي بتاريخ 8-6-1999
...............................................................................
وجوه سريانية
بقلم ألأستاذ جوزيف أسمر ملكي

البطل شمعون حنا حيدو
إن التاريخ والكتابة في سير الأبطال والعظماء من أبناء الشعوب لضرورة وواجب ملقى على عاتق الأدباء والكتاب المتخصصين في هذا الحقل خدمة لتلك الشعوب وتلك الأمم.
من هنا رأيت لزاماً علي والواجب يحدني أن اندفع للكتابة عن رجل ذي فكر متميز وعقل راجح وإرادة صلبة لا تعرف اللين ولا الخنوع وليس للخوف طريق إلى قلبه.
عرف الخوري سليمان حنو مؤلف كتاب مصائب طورعبدين بالسريانية صاحب الترجمة بقوله: إنه شمعون حنا حيدو من قرية سارة ابنة باسبرين_ طورعبدين بتركيا, ينتسب لعائلة حيدو المشهورة والتي عرفت بقسيسها حيدو وبالرجال الجبابرة الأشداء الذين أنجبتهم هذه العائلة ولكن الأكثر تمييزاً وشهرة هو شمعون ابن حنا حيدو وهو كبير قوم معروف بين القبائل وجماعات طورعبدين رجل فذ, محارب باسل , وبطل مجيد, لم يسمع عنه أنه غلب ولا مرة واحدة في المعارك التي كانت تجري بين القبائل واشترك بها.
ومن سوء حظ شعبه أنه في أحداث عام 1914_1917 كان نزيل سجن خربوط بتركيا, وقال يوما: لو كنت خارج السجن عند الأحداث لما وقعت مذابح السفربرلك لشدة ثقته بحكمته وتأثيره على الأخرين.
لقد كان شمعون هذا بطلاً شعبياً أستطاع بأعماله البطولية الفردية أن يؤتي أعملاً يصعب على قبائل ومجموعات من ألأفراد الإتيان بمثلها وبنى لنفسههالة ومجداً عظيمين شبه السطورة حتى كان ألأعداء يرهبون اسمه ويهربون لمجرد رؤيته أو سماع صوته وصار أشبه ما يكون بعنترة العبسي .
وكانت بداية ظهور رجولته عندما كان شاباً يافعاً حيث أحس في أحد الأيام وهو في صحن داره أن ماشيتهم قد سرقت فأسرع والتقط بندقيته وتبع اللصوص وأخذ يناوشهم إطلاق الرصاص حتى فروا هاربين تاركين خلفهم الماشية المسروقة ليعيدها إلى داره.
ومن الروايات التي تذكر عنه انه في أحد المرات خرجت القبائل له تريد الايقاع به. ووصلوا الى كرمه في قرية سارة فأدخلوا بعض النسوة في الكرم وأخذن يتلفن دوالي العنب ويرمين العنب أرضا وأرسلوا من يخبر شمعون بذلك للتحايل عليه والإيقاع به, فأدرك بحدسه الحيلة وحمل بندقيته وتوجه صوب الكرم وبأسليبه القتالية وحيله أخذ يصطاد بعضاً من مقاتلي الأعداء واحداً إثر اآخر كالعصافير.
ومما سمع عنه أيضاً قوله لرجاله المقاتلين: "عليكم عندما تسمعون صوت الرصاص ألا ألا تحنوا رؤوسكم لأنه عند سماع الصوت تكون الرصاصة قد مرت فلا فائدة من إخفاض الرأس وعدمه
ومن الحوادث المهمة التي تذكر عنه أيضاً أنه جاء يوماً لقتل خصمه وعدوه اللدود (س) ودخل باحة داره وارتقى سلماً ليصل إلى كوة كوة مفتوحة على مضافة هذا الرجل وأدبندقيته ووجهها صوب الخصم لكنه سمع هذا الخصم يتاقش أحد رجاله عن شمعون نفسه ويقول: إن شمعون رجل شجاع وصاحب وعد حر, وهنا تلااجع عن قتله ونزل السلم وعاد أدراجه بعد أن حل دلو البئر وأرسله مع أمرأة من قوم الخصم في اليوم التالي قائلاً لها: قولي له لولا كلامه الحسن عني البارحة لقتلته.
فهنيئا للأمة التي تمتلك هؤلاء البسلاء فبمثلهم تتقدم وتتمجد.
تحياتي
.................................................................................
الوجيه العمراني
كورية مقدسي أفرام

وجوه سريانية
بقلم ألأستاذ جوزيف أسمر ملكي
إن الكتابة في سير الصالحين أو الأبطال الشجعان من ابناء الامم لأمر جلل خشية الوقوع في الشطط والبعد عن الحقيقة, ومن عادة الشعوب المتقدمة والحضارية إكرام
واحترام رجالاتها العظام الذين بذلوا كل ماملكوا في سبيل ما آمنوا به.
وإنني اكتب هذه المقالة بحق رجل من رجالاتنا المشهورين في عصرنا الحديث و أعني به الوجيه كورية مقدسي أفريم أكون قد رددت جزءاً يسيراً من الواجب المللقى على عواتقنا.
لقد لقب بكورية شموني نسبة لأمه وأبي فريدة نسبة لابنته الوحيدة بعد موت ولده الوحيد والتي تسكن حي البشيرية بالقامشلي مع أولادها وزوجها السيد بنيامين لحدو.
وهو من مواليد منطقة غرزان شمال طور عبدين بتركيا عام 1895 كان فارغ الطول واسع العينين حادهما من نظر إليهما عرف أنه رجولة كان يتحلى بها هذا الرجل وأي كرم كان يتصف به.
رجع مع العائدين السريان إلى سوريا هرباً من المظالم التركية وبطش العشائر المتكالبة وتجند في الجيش الفرنسي وسكن حي البشيرية في القامشلي بعدها حط رحاله في قرية تل فارس التي تبعد عن القامشلي جنوبا حوالي خمسة عشر كيلومترات, حيث اشترى بعض الاراضي الابناء اخيه ايشوع.أما هو فقد رحل بعدئذ سنة 1938 إلى قرية دمخية واستقر فيها كمختار وكان يملك بالاشتراك مع أولاد أخيه والسيد يعقوب مرا د شاحنة ( كميون ) ودراسة وجرارين, وتحت إشرافه تم بناء غرفة لتدريس اللغة السريانية والطقس الكنسي باسم القديس مار آحو, وكان الشماس يوسف شمعون يدرس فيها, وفي العام الثاني بنيت كنيسة القديس مار آحو مقابل المدرسة.
لما رأى السيد كورية عام 1947 أن قريتي تل فارس ودمخية قد ضاقتا بشعبه طلب من عائلة أصفر ونجار أن يعطوه بعض القرى في ضواحي القامشلي لكنهم عرضوا عليه أراض تقع حول قرية مبروكة غرب رأس العين فرفض بدوره عرضهم لأن تلك الأراضي المعروضة عليه كانت خالية من السكان والماء والطرقات وليس فيها سوى عمال مصالح آل أصفر ونجار , ثم توسطت جماعة في مقهى كربيس في القامشلي بينه وبين شيخ قبيلة شمر النائب دهام الهادي وتم الاتفاق فيما بينهما على أن يأخذ كورية شموني وقومه ماشاؤوا من الأراضي في مناطق الشيخ المذكور , فعاد إلى قومه في قريتي تل فارس ودمخية ثم ذهب مع بعض قومه لأستقصاء المنطقة وأعجبوا بها فعادوا وقرروا الرحيل إلى هناك, وفي منتصف شهر شباط عام 1947 تم الرحيل عن قرية تل فارس وتوجهوا شرق القامشلي وحطوا رحالهم في قرية سليمان ساري على بعد عشرين كم عن اليعربية وشرع السيد كورية بنقل أبناء قومه بشاحنته التي كان يشار إليها الناس بالبنيان قائلين: هذا كميون كورية شموني وذلك لندرة الشاحنات في المنطقة آنذاك لنقل المواد الازمة لإعمار وتشيدي القرى والبيوت وذلك على نفقته الخاصة, حيث بنى وشيد القرى التالية وعين لها مخاتير من السريان:
1- سليمان ساري كان هو مختارها
2- مرزوكة مختارها السيد ملكي همو
3- فطومة وكيلها السيد حسني كورية
4- الطاش مختارها السيد لحدو جادي
5- تل تمر مختارها السيد شمعون مسعود
6- كلاعة الشرقية ( قلعة الهادي) مختارها السيد موسى إبراهيم.
7- كلاعة الغربية مختارها السيد شمعون جبرو غرزاني
8- كري فاتي مختارها السيد إبراهيم إيشوع مقدسي أفريم ابن أخي كورية شموني
9- مستريحة مختارها السيد بطرس صليبا
10- الفانية مختارها السيد ملكي بسنة
11- تل علو تحتاني ( قرية المشايخ ) مختارها السيد شابو ياريخو مزيزخي
12- قرية العبيد ( عنزي) مختارها السيد مالكي شابو مسعود.
لقد كان مشروع السيد كورية شموني هذا لإسكان وتوطين السريان في هذه القرى كبيراً وعظيماً لا يكاد يعدله سوى مشروع توطين اآشوريين الوافدين من العراق عام 1933 على ضفاف نهر الخابور.
وفي قرية سليمان ساري التي بناها السريان القادمون والتي سكنتها ما بين 35-40 عائلة سريانية مع بعض العائلات العربية شرعوا ببناء كنيسة على اسم القديس مار آحو على غرار ما فعلوا في دمخية وصلىفيها لأول مرة كاهنهم الذيانتقل معهم من دمخية الأب الجليل القس شمعون داوود القس حنا كما بنوا مدرسة في باحة الكنيسة لتدريس اللغة السريانية والطقس الكنسي إضافة للغة العربية وعلم فيها لأول مرة معلمهم المنتقل معهم من دمخية الملفونو يوسف شمعون وبعده الملفونو داؤود حنا كلي ثم الملفونو كورية اصطيفو.
من خصال هذا الرجل النبيل وصفاته الشخصية أنه كان متواضعاً يتقد غيره وحماسة, مما اكسبه محبة الآخرين واحترامهم حتى أن كبار شيوخ العرب كانوا يسمونه شيخ المسيحية إشارة ألى مكانته العالية المرموقة بين أبناء قومه.
ونسوق حادثة واحدة كانت عنواناً بارزاً في كرمه وعطائه وحسن مسلكه مما جر عليه حسد الحساد وحقد اللئام ففي أحد أعياد الفصح أقام وليمة كبرى كانت بمثابة أمتحان لكرمه وجوده فتقاطر عليه الضيوف بالمئات من جميع الملل والنحل والعشائر الضاربة في المنطقة فهيأ قطعان الماشية من ثيران وأبقار وأغنام وكانت شاحنة كالمكوك تنقل حمولات الأرز والسكر والشاي والدخان وبدأ الذبح والطبخ والنفخ ونقل الطعام في المناسف لوضعه أمام جماهير الضيوف الحاشدة وكانت كلما أنتهت دفعة من الضيفان من الأكل أمر بتجديد الطعام للدفعة الثانية,وهؤلاء الناس في ذهول ومن كرم هذا الرجل الذي كان يوازي حاتم الطائي حتى أن أحد الشيوخ الكبار أراد أن يتأكد من أن الطعام يتجدد في كل دفعة فصار, أرسل أحد عبيده لتقصي الأمر فعاد ليخبروه أن الطعام يتجدد في كل دفعة فصار بذلك مضرب المثل في المنطقة بكرمه وجوده وخدماته العظيمة حتى أن بعض العرب قال الشعر في كرمه وخصاله النبيلة.
وكان منزله أبداً مضافة لا تفرغ, وشعاره في ذلك راحة الضيوف ووفرة الطعام ودفء المكان.
ومن أقواله: من يستطيع أن يمنح كثيراً يستطيع أن يحب كثيراً ويسعدأكثروعهلى الإنسان أن يكون شريفاً صادقاً حكيماً ومرحاً ومن لايحب أرضه ووطنه لا يستطيع أن يحب شيئاً آخرز
.............................................................................

بقلم الأستاذ جوزيف اسمر ملكي
المربي الكبير
الملفونو شكري جرموكلي
من مواليد دياربكر بتركيا عام 1909 نشأ وترعر في كنف عائلته المشهورة بالمنطقة وبدأ دراسته في مدرسة الطائفة اللملحقة بكنيستها الشهيرة كنيسة السيدة العذراء المعروفة بكنيسة ( مريمانا ).
تابع دراسته في دياربكر ثم توجه إلى استنبول لأستكمال دراساته العليا في كلية الآداب فرع اللغة الفرنسي , وبعد وفاة والده انتقلت عائلته إلى القامشلي بسبب الضغوط التي تعرضت لها هناك وتوجه صاحب السيرة إلى بيروت مباشرة حيث حصل هناك على ليسانس ( إجازة) في الأدب الفرنسي وتم تعينيه مديرا للميتم السرياني لمدة عامين توجه بعدها للقامشلي عام 1933 ليستقر مع ذويه وانطلاقا من مفهومه التربوي في أن تقدم أية أمة وتحضير اية جماعة لا يتم إلا بالتربية والتعليم, كانت مساندته لمدرسة السريان التي كانت الأولى في القامشلي والتي تم فتحها عام 1928 . وبهمته العالية الغيورة تسلم إدارتها عام 1933 وظل يساندها ويقدم لها الدعم المادي والمعنوي ليضمن استمرارها ونجح مسعاه في نشر العلم والوعي بين أفراد المجتمع, وكان له دور واسع في تنمية روح المطالعة وحب اللغة السريانية في نفوس الشبيبة وطور طريقة التعليم وحث المجلس الملي على فتح مدرسة للبنات وبناء صفوف إضافية بسبب تزايد الطلاب.
وقد أرسل بعض الطلاب إلى بيروت ليتموا دراستهم في الميتم السرياني ومنهم حنا موري ويوسف اسطيفو.
وبدأ يفكر في لم شمل الشباب والشابات في تجمع حضاري تربوي سباق في المنطقة كلها فكانت فكرته في تأسيس الفوج الكشفي الرابع في 8-3-1936 تابعا لجمعية مدارس السريان مع رفاقه الغيورين مثل عيسى طباخ وغيره حيث تشكلت فرقة كشفية قوامها أربعون فرداً. وكان لحماس الشباب السرياني والعائلات السريانية الموقرة ونجاحه في تأسيس الفوج الكشفي أثره البارز في دفعه لطرح فكرة تأسيسنادي أجتماعي يستفيد من طاقات الشباب المتحمس ويبرز وجودهم ونشاطهم داخل المحافظة وخارج الوطن ايضاً. فكان نادي الرافدين الرياضي الذي أخذ ينشط شيئاً فشيئاً وسمعته الرياضية يتردد صداها في كل واد , وأسس جمعيتي ( أنا وأنت , محبة الوطن) وكانت هاتان الجمعيتان تتنافسان في الألعاب الرياضية المختلفة ما بين الأعوام 1938- 1941.
وهكذا حقق بجهده وجهد أصدقائه وتلاميذه ماكان يصبو إليه ويحلم به أي داع للتحضر والتقدم.
يقول عنه الأديب السرياني موسى غزال في كتابه الفكر السرياني : كان الملفونو شكري جرموكلي يرغب في تقريب الأدباء ومحبي العلم والملة والاستفادة من مواهبهم وليحثهم على فتح المدارس والمؤسسات والجمعيات الخيرية كل ذلك وداره كان ناديا ومدرسة ومزرعة وكنيسة, لقد كان طوداً عظيماً صنع أدباء و أساتذة وتاريخ وتجار وأبناء طائفة.
جاء في كتاب رجالات الجزيرة ص 20 تحت : الوجيه الكبير شكري جرموكلي ( دبلوماسي في حديثه ومظهره, عالي الثقافة, كريم الاخلاق, ممتاز الصفات, عذب الحديث, يسحرك ببلاغته وسعة اطلاعه, مرب قدير, مارس سال التعليم ردحاً من الزمن, وتخرج من على يديه عدد كبير من الشباب والنجباء الذين تفتخر بهم الجزيرة ).
وسرعان ما فكر بخدمة الجزيرة عن طريق الزراعة وإذ به وبسنوات قليلة من كبار المزارعين الناجحين وشعاره في العمل يقول: التفكير الصحيح الناضج والدراسة الوافية قبل الاقدام.
ولو لم يكن مزارعاً لأصبح سياسياً ناجحاً لأنه إذا ما حدثك عن السياسة يتكلم كرجل خبير في خفاياها وبواطنها لاتشك في أذنك أمام أحد أقطابها, لم ينتم الى حزب من الأحزاب ولم يرشح نفسه للنيابة رغم كثرة أنصاره, كان عملاقا مع الكبار وصغيراً مع الصغار وكان العين الساهرة التي لا تنام يحمل هم وأحزان شعبه, ولرئيه المكانة المرموقة والكفة الراجخة دوماً.
سمي خلال حيانه: ألأفندي وألأستاذ والمربي والفاضل والبيك والملفونو ولكن أحلى التسميات وأفضل الألقاب لديه كانت تسمية الملفونو شكري.
كان قلبه مع هذا الشعب ويتسع له, هذا القلب الذي توقف عن الخفقان أثناء زيارته لبيروت في 13-2-1974 ووري الثى هناك, وقام الكشاف السرياني اللبناني بمراسيم التشييع.
وللحق والحقيقة نقول: لقد كان المرحوم مفخرة للسريان يعتزون به وشمعة مضيئة تنير لهم دروبهم.
يتبع بوجه جديد
تحياتي ومحبتي لكم
............................................
عن كتاب وجوه سريانية للأستاذ جوزيف ملكي أسمر
الوجيه حنا يعقوب عبدلكي
....................................................

.....................................
ولد عام 1877 في قرية قلعة الأمراء تلقى علومه فيها ثم هاجر ألى مدينة دياربكر عام 1893 بقصد العمل وهناك أشتغل عاملا عاد بعدها إلى قريته وتزوج, وبعد أن مكث فيها ثمانية أعاوم, عاد إلى دياربكر مرة أخرى وأشتغل من جديد في صناعة النسيج وبفضل أخلاصه في العمل وأمانته الفائقة تدرج في هذه الصناعة إلى أن أصبح موضع ثقة جميع تجار الحرير وأفتتح له محلا تجاريا متوسطا ولم تمض على أفتتاح هذا المحل مدة قصيرة حتى احتل مركزاً تجارياً مرموقاً في المدينة.
وفي عام 1914 أعلنت الحرب العظمى الأولى, وفي هذا الاثناء شب حريق هائل في اسواق المدينةأتا على معظم حوانيتها دفعة واحدة مع كثرة البيوت المجاورة,فكانت محلاته التجارية الكبيرة من ضحايا هذا الحريق الهائل ونالته أكبر خسارة تجارية حتى ذلك الوقت ولكن بفضل امانته والثقة التى كان يتمتع بها من قبل التجار فقد ساندوه وأفتتحوا له محلاً من جديد فعاد لمركزه التجاري كالسابق,وفي هذا الاثناء وقعت مذابح السفر برلك المشهورة ونظراً للحظرالذي كان يتهدد جميع المسيحيين رأى من الأفق أن يترك دياربكر ولو مؤقتاً حتى ينجلي الموقف وتهدأ الحالة فغادرها عائداً لمسقط رأسه.
وبعد أن وضعت الحرب العظمى الأولى أوزارها عاد من جديد ألى ديار بكر وأفتتح التجارية ثم قامت الحرب بين تركيا واليونان وأعلن النفير العام وأخذت الحكومة التركية تسوق الشباب بالألوف الى الجبهة لكنه وبسعة تفوذه ومركزه المرموق لدى كبار موظفي الحكومة والجيش وأخذ يتوسط لمئات الشباب لدى المسؤولين لئلا يسوقوهم للجبهة بل يشغلهم في ديار بكر في صنائع الجيش, وبعد أن يقدم بنفسه الكفالة المطلوبة عن هؤلاء, وبذلك أنقذ مئات الشباب من الموت المحتوم في الجبهات ولكن بعض هؤلاء كانوا يعودون لبلدانهم وقراهم مما أوقعه في حرج تجاه السلطات, وعندما علمت الحكومة التركية بذلك أعلنت تحت طائلة العقوبات والموت لكل من يوؤي أحد هؤلاء المهاجرين أو يقدم لهم المساعدات من مأكل ومشرب وملبس. ولكن الفقيد لم يخفه ذلك بل شكل لجنة سرية انتخب رئيساً لها لأجل مساعدة هؤلاء الاجئين وفعلا قامت هذه اللجنة بجمع التبرعات سرأ في دياربكر وماردين وغيرها من المدن وفي هذه الاثناء أعلنت الأحكام العرفية وشكلت محكمة عسكرية أخذت تفتش عن الذين يساعدون هؤلاء ويعملون لإخفائهم حيث شعرت الحكومة أن هؤلاء المهاجرين أخذوا يختفون من الشوارع بشكل غريب فشددت المراقبة وأخدت تضيق الخناق فشعر الفقيد بخطورة الأمر خاصتاً عندما أبلغه سراً أحد كبار ضباط الجيش الذي من أعز أصدقائه بأن اعتقاله أصبح وشيكاً لهذا السبب ولسبب فرار الجنود الذين كان يكفلهم اضطر أن يترك محلاته التجارية وديونه الكثيرة فجأة لئلا تشعر الحكومة بنواياه, فوصل ماردين في نفس اليوم الذي زارها الأمير إدريس السنوسي ملك ليبيا السابق وذلك عام 1923 وبعد أن مكث فيها يوما واحداً فقط قصد الحدود السورية خشية أعتقاله إذا بقي في الأراضي التركية فوصل لقرية عامودا مجرداً من كل مال وقوة.
وبعد أن مكث فيها مايقارب السنتين يتعاطى بيع الخضروات, غادرها إلى الحسكة ليستحصل على هوية سورية, على عهد دولة حلب ثم عاد من جديد إلى عامودا واخذا يتعاطى التجارة بشكل بسيط إلى أن أصبح من كبار تجارها وبقي كذلكحتى 1931 المشؤمة على جميع التجار حيث أصيبت بنكسة تجارية, وبعد هذا اخذ الفرنسيون يبثون الفتن هنا وهناك بقصد إضعاف موقف سوريا من مطالبتها بالاستقلال ولم يكد يحل عام 1936 حتى توصلوا لما كانوا يبغون ويقصدون فوقعت حوادث عامودا الشهيرة ( طبة عامودا) التي وقع فيها من الضحايا ما يناهر المئة والعشرون قتيلاً عدا الجرحى وشبت الحرائق في البلدة من كل حدب وصوب ولكن السلطات الفرنسية لم تكتفي بهذا بل أرسلت طائراتها التي دمرت ما تبقي من البلدة وأصبحت خاوية تنعق فيها الغربان وهجرها اهلها جميعاً .الإسلام قصدوا الجهة الشرقية من عامودا والمسحيين تركوها قاصدين القامشلي فوصلوها بحالة يرثى لها وأكثرهم التجئوا الى باحات الكنائس مهاجرين مشردين من كل شي وبعد أن هدأت الحالة قام هؤلاء اللاجئون بمظاهرة صاخبة بالقامشلي حملوه فيها على ألأكتاف هاتفين ومطالبين السلطات أن تؤلف لجنة برأسته لجمع ما بقي سالماً في عامودا من أثاث بيوت أو بضائع أسواق وتوزيعها عليهم فأضطرت السلطات الفرنسية أن تلبي طلبهم وفعلاً شكلت اللجنة وقامت بجمع الأموال وتوزيعها على عموم أهالي عامودا الذين أخذوا يعودون إليها ولكنه أبى إلا أن يضيف مأثرة جديدة على مآثره السابقة وذلك أنه بنفس الوقت الذي وزع فيه أموال عامودا بيديه أبى ورفض بعناد أن يأخذ أي غرض لنفسه مطلقاً مع أن خسائره كانت تفوق الجميع تقريباً وهكذا ازدادت ثقة الجماهير به ونزولاً عند إلحاحها فقد عين رئيساً لبلدية عامودا بالوكالةعام 1939 حيث كان مركز الرئاسة شاغراً وفي اثناء رئاسته شكلت لجنة فنية بأمر من الفرنسيين مهمتها تخطيط شوارع عامودا من جديد وبتدخل وتعسف من هؤلاء قررت اللجنة فتح شارع جدي بأتجاه الجامع الكبير بقصد هدمه وغايتهم من ذلك بينة واضحة وهي إعادة الكراهية والخلاف وأثارة الفتن بين المسيحين والمسلمين من جديد. لكنه وقف في وجه هذا الإجراء منعاً لإيصالهم لغايتهم وتلاقياً لوفوع المأساة فتوسعت شقة الخلاف بينه وبين الفرنسين بشكل سافر لكنه في النهاية تغلب عليهم بفضل وعي الجماهير التي ساندته حتى أوقف هذا المشروع. ولكن الفرنسيين الذين لم تكن تهمهم سوى الفتنى والتشفي والانتقام لم يرق لهم هذا الامر فتآمروا عليه وأبعدوه عن البلدية التي ترأسها نحو سنتينوذلك بعد أن حاولوا مراراً أن يقنعهو ليطيعهم ويمشي في ركابهم مقابل تأصيله فيها ومنحه أرض وقرىعديدة مجاناً كما فعل الكثير غيره ولكنه رفض جميع عروضهم بإباء وشمم غير عابئ بالمناصب والثروات وقد عرف عهده في البلدية بعهد تطهير جهازها من جميع الموظفين المتلاعبين والمرتشين, وبعد ذلك أخذ يتعاطى الزراعة بشكل محدود مع الانكباب على مطالعة الأدب والتاريخ ليلاً نهاراً دون أنقطاع حتى عام 1951 حيث أصدر أول مؤلف له تحت أسم ( الصوت السرياني ) عالج فيه الإصلاح في الطائفة السريانية ولم يقف عندا هذا الحد بل وضع مشروعاً للإصلاح في الطائفةنشرته مجلة الجامعة السريانية ثم وضع عددة مؤلفات تحت الطبع نذكر منها ( المرحلة السريانية, البوق السرياني, الباب والقلاع, الإصلاح ) ولكن مع الأسف عاجلته المنية فلم يتمكن من طبعها, وعندما اشتد عليه المرض كرر مراراً بحسرة وألم ( أنني سأحمل حسرة واحدة في قلبي وهي عدم تمكني من طبع مؤلفاتي الجديدة جميعا وإظهار مشروعي الإصلاحي لحيز النور كما كنت أريد). وأستحصل على أول رخصة رسمية لأول مدرسة سريانية خاصة في عامودة 1938 وبقي مديراً فعليا لها حتى عام 1945 فسح بعد ذلك المجال أمام الشباب , لكنه بقي مديرها الفخري حتى وفاته, وحصل بالمراسلة على دبلوم من كلية الصحافة المصرية عام 1952. طوال هذه المدة كان دائم الحركة والنشاط لا يهدأ ولا يلين في كافة حقول الطائفة , المدارس, الجمعبات, الكناس أيمنا أقام وفي أي بلدة أو مدينة وصل إليها, وكأنه أعلنها حرباً لا هوادة فيها على الشيخوخةوالكسل عاملاً بقول الملفان الكبير نعوم فائق: إن الذي لا يعيش أحياناًلأمته لا يعرف كيف يحيا لنفسه.
توفاه الله في القامشلي في 12- تموز 1955 حسب التقويم الشرقي واصدرت مجلة الجامعة السريانية في بوينس آيرس بالأرجنتين عدداً خاصاً به بعد إعلانها الحداد عليه لأنه كان في الأمة السريانية أمة في رجل, نعم لقد مات الإمام الهمام حنا يعقوب عبدلكي عن 78 عاما قضاها في خدمة أمته مجاهداً بلا كلل ولا ملل وصدق فيه قول الشاعر:
هيهات أن يأتي الزمان بمثله لإن الزمان بمثله لضنين
من أقواله في الشباب : هم الشعلة التي تنير الطريق وهم روح الأمة وحياتها والصوت الصارخ في أذن الدهر واليد الفولاذية التي تكسر أغلال أمتنا السجينة في قفص الهوان.
إن الأمة تناديكم أيها الشباب فلبوا النداء وأصوات آبائكم تنبعث من القبور وتدعوكم إلى الاتحاد والمحبة والنهوض بأمتكم.
قال فيه الاستاذ فريد نزهة محرر مجلة الجامعة السريانية: لا شيئ يحزنني في موت هذا الرجل العصامي كما يحزنني الفراغ الذي أحدثه موته ويعز علي أن أقول: إن بطء سير الإصلاح في حقلنا أعاق المدرسة التي أنشأها أحرارنا عن إيلاد الرجال الذين يخلفونهم في الإدارة.
تحياتي لكم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وجوه سريانية
بقلم ألأستاذ جوزيف أسمر ملكي
لم يكن الابطال والشجعان دوما محصورين فيمن خاضوا المعارك الحربية في ميادين القتال والدفاع عن الاوطان والديار إنما كان هناك ابطال آخرون وعظماء أبدعوا في ميادين اخرى .
وعائلة اصفر ونجار وابنائها الميامين من اعرق العائلات السريانية التي انتقلت زمن السوقيات والمجازر التي ارتكبت في جزيرة ابن عمر من قبل الاتراك حيث كانوا يعملون بإنتاج الحرير الطبيعي واشتهروا به الى الجزيرة السورية واستقرت في القامشلي عروس الجزيرة وكانوا من رجالات الزراعة ولهم باع طويل وخبرة واسعة في هذا المجال حيث نجحوا وابدعوا وتركوا بصمات لا تمحى في تاريخ المنطقة فكانوا بحق ممن يستحقون الحمد والعرفان.
يقول المهندس كبرئيل موشي كورية في محاضرة القاها في اخوية مار يعقوب النصيبيني بالقامشلي تحت عنوان ( الزراعة والمدينة عند السريان : شهدت الجزيرة السورية في اوائل العقد الثالث من هذا القرن ثورة زراعية ساهمت فيها جميع شعوبها وكان السريان دور بارز فيها من خلالهم, دخل الى الجزيرة الجرار الالي الاول والحصادة الالية عبر آل اصفر ونجار وأرست دعائم المدينة والاستقرار في الجزيرة وساعدت على ازدهارها وتقدمها في مختلف المجالات بعد ان تركها العثمانيون ارضا جرداء ).
فمنذ وضع
اصفر ونجار رحلهم على هذه الارض المعطاء شرعوا يعملون بجد واجتهاد دون كلل وملل وانتشرت اعمالهم بشكل متزايد بين القامشلي وراس العين ومبروكة فشيدوا صروحا ضخمة ومزارع شاسعة على الاف الكهيكتارات من الاراضي القاحلة الجرداء التي حولوها الى جنان خضراء.
ولقد زرعوا الاقماح ومختلف انواع الشعير والاقطان وكانوا اول من ادخل زراعة الارز الى المنطقة وانتجوا اجود اصنافه وقد غطى انتاجهم من هذه المادة حاجة سوريا كلها عام 1955- 1956 وفاض وكانوا اول من استقدم مقشرة خاصة للارز للمنطقة واول من استقدم حصادة زراعية حديثة كما كانوا وكلاء عامون في سوريا والاردن لتراكتور (لانز) الذي كان يعد آنئذ مفخرة لا بل معجزة العصر ونتيجة لتوسعهم في الزراعة فقد عمدوا الى تطبيق اولى التعاونيات الزراعية في منطقة الشرق الاوسط والمنطقة العربية وذلك من خلال احداثهم لفرق زراعية من العاملين لديهم بحيث يقدمون لهذه الفرق الاليات والارض والبذار وكل مستلزمات الزراعة والانتاج ويحسبون عليهم التكاليف على ان تسدد خلال عشرة اعوام من انتاجهم الزراعي.
وكانت لهم مكاتب ومؤسسات عديدة ومئات الآلات الزراعية هذه الاعمال الواسعة الضخمة والاف العمال والموظفين والاداريين من ابناء المنطقة والمحافظات الاخرى وسريان طور عبدين الذين كانوا يعبرون الحدود التركية صيفا فيعملون في الحصاد حيث يكسبون بعض المال ليعودو به الى ذويه بعد ذلك.
وكان ابناء هذه العائلة يديرون هذه الاعمال على الشكل التالي:
مسعود اصفر : تاجر مقيم في حلب ومسؤول عن تسوق المنتجات ولد في ديار بكر عام 1895 وتوفي في بيروت عام 1974 وكان الدماغ المفكر والمخطط البارع لمصالح اصفر ونجار في الجزيرة السورية كما قال عنه البطريرك يعقوب الثالث في كتابه خطب المهرجانات.
* الياس نجار مسؤول عن المحاسبة وهو من الشباب المثقف الواعي والمخلص للوطن محب لاعمال الخيرية انتخب نائباً في المجلس النيابي السوري عن منطقة الجزيرة خلال الدورات التالية 1947- 1954- 1961-.
* لطفي نجار : مسؤول عن الزراعة في القامشلي.
* شكري نجار : مسؤل عن زراعة الارز.
جاء في كتاب الجزيرة ورجالاتها: لقد قام السيد مجيد بك نجار باعمال قيمة في الجزيرة وخاصة تحويل اراضي راس العين البور الى اراض صالحة للزراعة الى اراض صالحة للزراعة واصبحت تلك الاراضي ينبوع الخيرات.
ويضيف قائلاً انه رجل من رجالات الجزيرة البارزين واقتصادي كبير عميد اسرة اصفر ونجار النبيلة, متحدث بارع وجواد كريم يتفانى بحب الخير ولا نذيع سرا اذا قلنا ان عائلات كثيرة كانت تنقذ بواسطة ما تقدمه اسرته من مال ,
وقد طرح مطالب عائلته في الصحف والمجلات بما يؤول لمصلحة وخير المنطقة ومن تلك الطالب نذكر: توسيع اعمال المصرف الزراعي بالقامشلي ايجاد ثانوية رسمية فيها وبناء دار للحكومة تستوعب جميع الدوائر بدل تلك الموزعة في انحاء المدينة مما يسبب عناء للمراجعين معالجة قضية الهاتف ايجاد مبنى خاص لدائرة الامن العام , ويليه يعقوب نجار مواليد عام 1905 مسؤول عن حقول الزراعة في منطقة رأس العين مبروكة ويعد من اصلب المزارعين عودا واكثرهم عنادا للطبيعة فلا يترك اي مشروع زراعي حتى يذلل العقبات التي تعترض سبيله وهو كريم الاخلاق وعالي الهمة محب للخير.
وصدق فيهم محرر مجلة الجامعة حين قال: ان السادة اصفر ونجار والحق يقال لهم في كل يوم مأثرة لخير الجزيرة وقد استمروا في اعمالهم الناجحة والمتطورة حتى منتصف الستينات وفي عام 1975 دعوا للمشاركة مع الدولة في زراعة الارز في حوض الفرات لكن الطريقة التي تبعها فنيو الدولة لم ترق لهم فتركوا الزراعة حتى عام 1980 حيث ذهبوا الى السعودية وفتحوا مشاريع زراعية ضخمة ولاقوا نجاحا باهرا هناك كما في الجزيرة وبعد حرب الخليج عام 1990 عادوا للعمل في الوطن من جديد وفي المبروكة على احدث الطرق.
يقول المهندس الياس صاروخان الذي يدير وبمساعدة اثنين من العمال الاعمال الزراعية لآل اصفر ونجار في مساحة ( 2650) دونم والتي تزرع بالمحاصيل الزراعية الشتوية و ( 600 ) دونم وتزرع بمحصول القطن انها واحة خضراء ويتوسطها مرشان ويعتبران من احدث ما انتج في عالم الري بالرذاذ.
عندما قدم صاحب القداسة ماراغناطيوس افرام الاول برصوم بطريريك انطاكية وسائر المشرق للسريان الارثوذوكس الى القامشلي في زيارته ارعوية عام 1952 كانت ابواب بيوتهم مشروعة امامه فحل عليهم لا ضيفا بل صاحب دار معزز مكرم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحياتي لكم ADONAI
____________
هذه الشخصيات هي من أعداد الأخ حوبو مشكوراً
الموسيقار السرياني كبرئيل أسعد
ܓܒܪܐܝܠ ܐܣܥܕ
1907-1997
مؤسّس الموسيقى السريانيّة الحديثة وداعم نهضتها في بدايات القرن الماضي.
آخر تحديث للموضوع بتاريخ 25-02-2008، تمت إضافة تفاصيل عن أعماله

ولد الملفان جبران أسعد مقدسي صومي سعدو برهو، المعروف بِـ كبرييل أسعد في مدينة مديات "طور عابدين- جنوب شرق تركيّا" في 18 آذار من سنة 1907. انتقل مع عائلته للعيش في أضنة عام 1914 حيث درس اللغات، بعدها -بسبب إضطهادات المسيحيين- انتقل للعيش في دمشق في نهاية العام 1921 بعد أن عاش لفترة قصيرة في طرابلس(لبنان) و في مدينة حمص ، عمل والده في مجال التجارة ولكن حلم كبرييل اسعد كان الموسيقا، لم يدخل أحد من عائلته في مجال الموسيقا من قبل، ولم تكن تلك المهنة مرغوبة حينها، فأداء الموسيقا كان مقبولاً فقط في الكنيسة ومع ذلك لم يقف أهله ضد رغبته، في دمشق تلقّى أول درس في الموسيقا عام 1923. كانت موسيقا الكنيسة السريانيّة مصدر الإلهام لديه.

عمل في بيروت في أواخر العشرينيات في احد المطاعم كعازف كمان.
في بيروت-لبنان 1926 قام بكتابة وتلحين أوّل اغنية وطنيّة له "أوثورويي هو متوث ايلفان لميطباع"(ܐܬܘܪܝܶܐ ܗܐ ܡܛܬ ܐܠܦܢ ܠܡܛܒܥ Assyrians, Our ship is on the way to sink) ولحقها العديد من المؤلّفات القوميّة مثل "موثو رحيمثو"(ܡܬܐ ܪܚܝܡܬܐ Beloved nation) و "تاو نيثكاناش" عام 1928، و "شيفورو" عام 1932، و "هو دونحو شمشو"(ܗܐ ܕܢܚܐ ܫܡܫܐ The sun is shining) عام 1933 وغيرها كأغنية "موث بيث نهرين" (ܡܬܝ ܒܝܬܢܗܪܝܢ Mesopotamia my nation). وكان مشهوراً بطريقته الساحرة في أداء صلاة التضرّع "التخشيفة".
ساد الاسلوب الغربي في أعماله الموسيقيّة الشرقيّة ما أعطى للموسيقا السريانيّة رونقاً وجمالاً.

(إحدى معزوفاته مأخوذة من كتاب شاميرام خوري "خصلة من الاغاني القوميّة")
عاش الموسيقار كبرييل أسعد في الفترة مابين 1931 و 1936 في فلسطين حيث عزف مع الفنّانين المشهورين آنذاك أمثال أمين حسنين، زكي مراد والد الفنّانة ليلى مراد، ماري جبران وغيرهم. خلال تلك الفترة سجّل أول عمل له وكان مؤلّفاً من اغنيتين قوميّتين على اسطوانة (هو دونحو شمشو و اغنية اوث كمو)، وقد فقدت تلك الاسطوانة للاسف.

في الفترة ما بين 1937 و 1979 عاش الملفان كبرييل أسعد مع عائلته في القامشلي وفي بداية الأربعينيّات ألّف لحن "موناو كوورو درابو" كلمات يوحانون سلمان (كان متوفياً حينها).
انتقل عام 1946 ليعيش فترة في حلب حيث درّس أغانيه لطلاب المدرسة السريانية فيها. نُشرت بعض أعماله في الفترة مابين 1949 حتى 1950 في مجلة "مدرشتو" الكنسية في القامشلي.
نشر في حلب 1953 أول كتاب موسيقي له بالسريانيّة "مِن موسيقي ديلان حداثو" (من موسيقانا الحديثة)، تضمن الكتاب 13 أغنية من أعماله والنوطات التابعة لها بالإضافة الى اغاني فلكلورية وقصائد لفنانين آخرين وكان إجمالي الاغاني 23 أغنية، وقد تمّ تغيير بعض النصوص بمساعدة الملفان يوحانون قاشيشو بسبب الرقابة في ذلك الوقت.


أسّس مدرسة موسيقيّة خاصة في مدينة القامشلي سنة 1957 وبعد عام عيّن ليكون مدرّساً للموسيقى في المركز الثقافي في القامشلي واستمر بذلك العمل حتّى عام 1967.كما عمل رئيساً للمركز الثقافي في المالكيّة من 1958 لغاية 1973.
في تلك الفترة كوّن الملفان كبرئيل أسعد الأساس الموسيقي للعديد من الملحّنين والموسيقيين أمثال الاب جورج شاشان، جوزيف ملكي، الدكتور محمد عزيز، موشي مخلوف، الياس داؤود وغيرهم.
أصدر في القامشلي عام 1974 اسطوانة تحتوي على أغنيتين من تلحينه:
1- "نوم حابيب" كلمات المطران مار يوحنا دولباني وغناء جورجيت أرسلان.
2- "فوراحتو ويث" كلمات بولص كبرييل وغناء سونيا ملك آحو.
هاجر الى ستوكهولم-السويد في عام 1979 وبقي هناك حتّى وفاته في 6-7-1997.

(من موضوع الاخ Assyrian Gabriel)
نشر في السويد 1990 كتابه " الموسيقى السوريّة عبر التاريخ" تطرق فيه الى تاريخ المقامات والالحان السريانيّة لكنيسة انطاكية للسريان الارثوذكس والعلامات الموسيقيّة منذ القرون الميلاديّة الأولى وموسيقى أرض ما بين النهرين في العصور القديمة مستنداً على بعض ما زوّده به المطران مار يوحانون دولباني من معلومات. ولحّن آخر أغنية وكانت باللهجة الطورانيّة في عام 1984 "ايما كحوزينا شلومو".
إلى جانب كتاباته وأغانيه الخاصّة لحّن الموسيقار كبرئيل أسعد لكبار الكتّاب السريان امثال قداسة المطران مار يوحانون الدولباني، الملفان بولص كبرييل، الملفان يوحانون سلمان الملفان يوحانون قاشيشو وغيرهم.

السيد جورج أسعد تحدث عن تجربة الموسيقار كبرئيل أسعد في الغناء فيقول:
"كبرئيل أسعد هو أحد تلامذة المطران يوحنا دولباني، عندما كان يعلم في مدينة أضنة التركية في إحدى زياراته سمع الأم تغني لأبنها كبرئيل الخوري وهو صغيرا أغنية (نوم حابيب نوم أشّوري وأطّورى كُلّي هيدي) علّق المطران على هذه الأغنية قائلا: هذا دعاء لا يجوز. وبعدها قام بوضع كلمات جديدة للأغنية لحنها كبرئيل أسعد، هذا يؤكد على أنه كان هناك غناء قبل 80 عاما، ومن بعدها وضع كبرئيل أسعد أغنية للأطفال بعنوان (طلاى دكاني حنان هوزمرينان) وكذلك أغنية (شاليطو شفيطو)وأذكر أنه كانت هناك أغاني قبل الستينيات عن الحرب والقومية وعن الحب. كتب يوحانون دولباني عن نعوم فائق قصيدة رثاء لحنها كبرئيل أسعد هذا. وقد لحن العديد من القصائد لكتّاب مشهورين منهم نعوم فائق، غطاس مقدسي الياس، بولص كبرئيل ومن أشهر قصائده (سهدي د آثور) وغيرها من الأغاني التي غنّت منها الملفونيثو إفلين داوود".
وهنا تسجيلات نادرة لأغانيه بصوت الملفونيثو المرحومة إيفلين داوود، غنّتها في السبعينيّات.
عام 2006 تم إصدار مجموعة من أعمال الموسيقار كبرئيل أسعد في السويد على شكل "سي دي" يحمل عنوان "An Assyrian Music Pioneer"، وهكذا ستتعرف الأجيال القادمة على أعمال الملفان كبرييل أسعد الموسيقية.
سنظل نردّد اغاني كبرييل أسعد بحماس ولن ننساها ابداً، وهل ينسى أي سريانيّ تلك الأغاني الرائعة قوميّةً كانت أم متحدّثة عن الحب والطبيعة بحنيّة وسحر جذّاب، ستبقى أغانيه مثل "فوراح تاو إيث"، و "ليشونو د أومثو"، و "أولرِحمات عيدتان" راسخة في ذاكرتنا ووجداننا أينما كنّا.
مع أطيب التحيّات والرجاء بأن تكون هذه المادّة قد اعجبتكم،
هاذا ما استطعت جمعه عن ملفاننا الكبير من المواقع والمجلات المختلفة، اتمنّى من القرّاء الاعزّاء تصحيح أيّ معلومة غير صحيحة إن وجدت، أو إضافة معلومة جديدة عن حياته واعماله وسأكون لكم من الشاكرين.
حوبو

النصّ والصور من مواقع مختلفة:
-كتاب Music Pearls of Beth Nahrin بتصريح خاص من السيد عبود زيتون لموقع جزيرة.كوم مع الشكر الجزيل
ado-world.org-
zindamagazine.com-
syriacmusic.com-
-الموسيقى السوريّة عبر التاريخ - كبرييل أسعد
حرّر لموقع Gazire.com
فيما يلي إحصائيات لأعمال الموسيقار السرياني كبرييل أسعد من كتاب Music Pearls of Beth Nahrin:
إجمالي اغانيه: 54
الاغاني التي لحّنها: 46
الأغاني التي لحّنها وكتب كلماتها: 44
المعزوفات Instrumental : 2
إرتجالات مسجّلة: 8
((ملاحظة: لا يشمل العدد الإجمالي "54" تلك اغانيه المفقودة والتي لم يعثر على نوطاتها))
إحصائية للغة التي كتب فيها كلمات الاغاني:
السريانية: 27 كثوبونويو(فصحى) 4 طورانية (عاميّة)
الآشورية: 1
العربية: 11
التركيّة: 1
قائمة بأعماله:
-الحقول الفارغة في قسم "اللغة" تدل على أن لغة الاغنية هي سريانيّة فصحى "كثوبونويو"
-الحقول الفارغة في قسم "كلمات" تدل على ان كلمات الاغنية هي للموسيقار كبرييل أسعد.
[table fontsize=18][mrow color=red]رقم[mcol color=red]ܫܡܐ[mcol color=red]الإسم[mcol color=red]السنة/المكان[mcol color=red]لغة/لهجة[mcol color=red]كلمات[mcol color=red]ملاحظات[row]1[col]ܐܬܘܪܝܐ ܗܐ ܡܛܬ ܐܠܦܢ ܠܡܛܒܥ[col]أوثورويي هو مطوث ايلفان لميطباع[col]1926 بيروت[col][col][col]أول أغنية له[row]2[col]ܡܬܐ ܕܝܠܢ[col]موثو ديلان[col]1926[col][col][col][row]3[col]ܬܘ ܢܬܟܢܫ ܐܘ ܒܢܝ ܡܬܐ[col]تاو نتكاناش او بناي موثو[col]1927[col][col][col][row]4[col]ܩܢܢܫܪܝܢ ܡܪܒܝܢܝܬܐ[col]قنشرين مربيونيثو[col]1927[col][col]كبرييل اسعد و دنحو مقدسي الياس[col][row]5[col]ܛܠܝܐ ܕܓܢܐ ܚܢܢ[col]طلويي دكاني حنان[col]1928[col][col][col][row]6[col]ܫܠܝܛܐ ܦܫܝܛܐ ܡܪܝܐ[col]شليطو فشيطو موريو[col]1928/31[col][col]يوحانون دولباني 1919/21[col][row]7[col]ܐܝܟܢܐ ܠܡ ܒܢܝܐ ܕܐܘܡܬܐ[col]ايكانو لام بنايو د اومثو[col]1928/31[col][col]يوحانون دولباني1919/21[col][row]8[col]ܒܪܐ ܐܢܐ ܠܡ ܕܝܠܗܘܢ ܕܩܪܒܬܢܐ[col]برونو لام ديلهون داقرابثونو[col]1928/31[col][col]يوحانون دولباني 1919/21[col][row]9[col]ܩܠ ܦܪܚܬܐ ܡܫܬܡܥ[col]قول فورحوثو ميشتاماع[col]1928/31[col][col]يوحانون دولباني[col][row]10[col]ܢܘܡ ܚܒܝܒܝ[col]نوم حابيب[col]1928/31[col][col]يوحانون دولباني 1921[col]تهويدة[row]11[col]ܐܘ ܠܪܚܡܬ(ܐܢܫܐ) ܥܕܬܢ ܪܒܬܐ[col]اولريحمات (نوشو) عيدتان رابثو[col]1928/31[col][col]يوحانون دولباني 1919/21[col]يوجد نسخة ثانية كتبها يوحانون قاشيشو[row]12[col]ܝܘܢܐ ܒܪܬ ܕܒܪܐ[col]يَونو باث دّبرو[col]1928/31[col][col]يوحانون دولباني 1919/21[col][row]13[col]ܫܝܦܘܪܐ[col]شيفورو[col]1932[col][col]يوحانون دولباني 1930[col][row]14[col]ܠܒܓ ܢܪܕܐ ܠܐܪܥܐ ܕܐܬܘܪ[col]ليك نيردي لّرعو دآتور[col]1933[col][col][col][row]15[col]ܐܬܝ ܟܡܐ ܪܡ ܐܢܬܝ ܒܥܝܢܝ[col]اوث كمو رومات بعّين[col]1933[col][col][col][row]16[col]ܗܐ ܕܢܚܐ ܫܡܫܐ[col]هو دونحو شمشو[col]1933[col][col][col][row]17[col]ܣܗܕܐ ܕܐܬܘܪ[col]سُهدي د آتور[col]1933[col][col][col][row]18[col]ܝܘܡܐ ܕܚܕ ܫܒܐ[col]يوما دخوشابا[col]1933[col]آشوري[col]فولكلور آشوري[col][row]19[col]ܢܝܢܘܐ ܠܡ ܐܡܐ ܕܓܢܒܪܐ[col]نينوي لام ايمو دكابوري[col]1935[col][col][col][row]29[col]ܐܘ ܐܬܘܪܝܐ ܬܘ ܢܐܙܠ[col]او أوثورويي تاو نيزال[col]1937[col][col][col][row]21[col]ܡܬܐ ܪܚܝܡܬܐ[col]موثو رحيمتو[col]1939[col][col]جورج دنهش[col][row]22[col]ܒܢܝ ܓܙܙܪܬܐ[col]بناي كوزارتو[col]1939[col][col][col][row]23[col]ܡܢܘ ܟܘܐܪܐ[col]موناو كوورو[col]1940/45[col][col]يوحانون سلمان[col][row]24[col]ܦܪܚܬܐ ܗܘܝܬ[col]فوراحتو ويث[col]1946/53[col][col]بولص كبرييل[col][row]25[col]Feryad Ederim[col][col]1947[col]تركي[col][col][row]26[col][col]مرّ بي[col]1947[col]عربي[col]داؤود باسيل[col][row]27[col][col]أبهى سمار[col]1940/50[col]عربي[col]جان شماس[col]رومانس/تانغو[row]28[col]ܨܡܥܝ ܫܘܩ ܐܦܙܐ[col]سماعي شوف افزا[col]1940/50[col][col][col]Orient. Instroumental 4 اجزاء[row]29[col][col]غير فؤادي[col]1940/1950[col]عربي[col]غير معروف[col][row]30[col]ܣܘܐ ܐܢܐ ܠܡܬܐ ܛܒ ܚܒܝܒܬܐ[col]سوينو لموثو حابيبتو[col]1949[col][col]كبرييل سعدو[col][row]31[col]ܫܦܝܪ ܝܘܠܦܢܐ[col]شافير يولفونو[col]1950/53[col][col]مار غريغوريوس بولص بهنان[col][row]32[col]ܒܕܘܩܐ ܚܦܝܛܐ[col]بدوقي حفيطي[col]1950L53[col][col]كبرييل أيدين[col][row]33[col]ܡܬܝ ܒܝܬ ܢܗܪܝܢ[col]موث بيث نهرين[col]1950/53[col][col]يوحانون قاشيشو[col][row]34[col][col]قلي يا يابا[col]1958[col]عربي[col][col]غناء نقدي[row]35[col][col]أبو شريف(يابو رئيف)[col]1958[col]عربي[col][col][row]36[col][col]عنّ يا فؤادي عنّ[col]1958[col]عربي[col][col][row]37[col]ܥܠܥܠܐ[col]علعولو[col]1958[col][col][col]Instrumental[row]38[col][col]حبيب الشعب[col]1958[col]عربي[col][col][row]39[col][col]عيد الثورة[col]1959/60[col]عربي[col]نعمان حيدري[col][row]40[col][col]طريق المجد أزهارُ[col]1964[col]عربي[col]عبد الحق حداد[col]اغنية ثوريّة[row]41[col][col]ثورتي يا عزتي[col]1965[col]عربي[col]نقولا حنا[col][row]42[col][col]أرضنا الجلال[col]1966[col]عربي[col]عبد الحق حداد[col][row]43[col]ܣܘܟܗ ܓܕܡܗ[col]ساوكاخ كدومي[col]1973[col]طورانية[col]توما نهرويو[col][row]44[col]ܬܩܣܝܡ ܩܕܡܝܐ[col]تقسيم قدمويو(بيات)[col]1973 القامشلي[col][col][col]أداء وارتجال كبرييل اسعد[row]45[col]ܬܩܣܝܡ ܬܪܝܢܐ[col]تقسيم ترايونو(حسيني)[col]1973 القامشلي[col][col][col]أدار وارتجال كبرييل اسعد[row]46[col]ܬܩܣܝܡ ܬܠܝܬܝܐ[col]تقسيم تليثويو(سيكا)[col]1973 القامشلي[col][col][col]أداء وارتجال كبرييل اسعد[row]47[col]ܬܩܣܝܡ ܪܒܝܥܝܐ[col]تقسيم ربيعويو(رست)[col]1973 القامشلي[col][col][col]اداء وارتجال كبرييل اسعد[row]48[col]ܬܩܣܝܡ ܫܬܝܬܝܐ[col]تقسيم شتيثويو شوق ايفزا(عجم)[col]1973 القامشلي[col][col][col]أداء وارتجال كبرييل اسعد[row]49[col]ܬܩܣܝܡ ܢܗܐܘܢܕ[col]تقسيم نهوند[col]1973 القامشلي[col][col][col]اداء وارتجال كبرييل اسعد[row]50[col]ܬܩܣܝܡ ܫܬ ܚܪܒܐܢ[col]تقسيم شت عربان[col]1973 القامشلي[col][col][col]اداء وارتجال كبرييل اسعد[row]51[col]ܬܩܣܝܡ ܢܟܪܝܙ[col]تقسيم نكريز[col]1973 القامشلي[col][col][col]اداء وارتجال كبرييل اسعد[row]52[col]ܘܝܠܝ ܡܗܝ ܚܠܝܬܗܬܐ[col]ويلي مي حليثاثي[col]1947[col]طورانية[col][col][row]53[col]ܠܝܒܝ ܠܝܒܝ[col]ليبي ليبي[col]1983[col]طورانية[col][col][row]54[col]ܐܡܬܝ ܓܚܙܝܢܐ ܫܠܡܐ[col]ايما كحوزينا شلومو[col]1984[col]طورانية[col]جورج شمعون[col]آخر اغانيه[row][col][col][col][col][col][col][/table]
قام السيد عبود زيتون بحمع هذه المعلومات من عدّة مصارد موثوقة جدّاً وهي:
1- حوار مسجّل بصوت كبرييل أسعد :
- 1981/82 في "قولو اوثورويو" بواسطة أفرام أسعد وشاميرام خوري
- 1982 لدى مجلة حويادا بواسطة أوكين كورت
- 1987 في راديو قولو بواسطة كبرييل أفرام
2- مذكّرات كبرييل اسعد في الثمانينيات.
3- ساردانابال أسعد (ابن الملفان كبرييل اسعد)
4- كتاب حياة يوحانون دولباني لاتحاد الشباب الآثوري في السويد والإتحاد الآثوري السويدي(ناشر الكتاب)، مطبعة Anadolu Ofset في اسطنبول 2007
...............................................
الأب جليل ماعيلو
1943-1993
ܓܠܝܠ ܡܥܝܠܐ

عندما نتحدّث في مجال الموسيقا السريانيّة عن جليل ماعيلو، سنسأل أنفسنا إن كنّا سنتحدّث عنه كمغنّي أم ككاهن! فسبب الاستغراب هو كون جليل ماعيلو لعب دوراً مهمّاً كمغنّي سرياني في آواخر الستينيّات ومن ناحية أخرى كونه كاهناً صالحاً بصوت جميل وقدرة على تطوير الالحان الكنسيّة.
ولد جليل ماعيلو سنة 1943 في مدينة القامشلي ووالده الشماس جورج ماعيلو. ولد مع انتباه موسيقي غريزي عالي وورث حبّاً حدسيّاً للموسيقا الشرقيّة وبالطبع لالحان الكنيسة السريانيّة. في القامشلي تعوّد على الاستماع الى والده اثناء ترتيله للأناشيد والالحان الكنسيّة وتعلّم منه السريانيّة وطريقته في الترتيل.
لم يدرس الموسيقا أبداً وتعلّم من والده طريقة خاصّة في أداء الصلاة الصعبة المسماة "التخشيفة".
دوره في انتشار الفلكلور السرياني كان ما بين الاعوام 1969 الى 1975 فقد غنى الكثير من اغاني جورج شاشان مثل: "بكاو قامشلي"، "بيتو شافيرو لاتلي"، "ألفو شلومي وشيني" وغيرها.

بعد ان غادر حبيب موسى إلى بيروت اصبح جليل ماعيلو المغنّي الوحيد في القامشلي الذي كان يؤدي الاغاني الفلكلورية الجديدة التي كانت تؤلّف حينها. فقام باداء كلّ الاغاني تقريباً والتي كانت موجودة في تلك الحقبة، غنّى أغنية "رحمتو دليب وردي مزبنو" لجوزيف ملكي و "شامو مار" و "باريمو اعمي بريثو" لبولص ميخائيل وغيرهم. نظراً لسعة صوته وجد الملحنون فرصةً لتلحين اغاني ذات الحان مطوّرة.
رسم في عام 1979 كاهناً للكنيسة السريانيّة في زحلة، منذ ذلك الحين توقف عن غناء الأغاني الفلكلوريّة. بعد عام من رسامته كاهناً تمّت رسامة قداسة البطريرك زكّا الاوّل عيواص بطريركاً للكنيسة السريانيّة الأرثوذكسيّة، ومن بين جميع كهنّة الكنيسة السريانيّة تم استدعاء كاهنان لخدمة قداس الرسامة حينها، وكان الاب جليل ماعيلو احدهما. أدائه كان مميزاً جداً في ذلك القدّاس الذي عرض على الهواء في سوريا.
انتقل الى الأخدار السماويّة بعد سكتة قلبية وعمره خمسون عاماً تاركاً صوته المحبوب في قلوب الكثيرين في سوريا ولبنان، وفي ذاكرة كلّ من استمع لصوته.
------------
بعض أغانيه:
O Shnigho
Me Sho`o
Blilio Uimom
النص مترجم عن موقع syriacmusic.com
...................................................
الملفونو حنا عبد الاحد الملقب التنكجي


هو واحد من اهم رجالات المالكية واشهرهم وان كان الكثير منا يجهله انه المرحوم الملفونو حنا عبد الاحد الملقب التنكجي
هذا الرجل الذي سبق عصره فنال اعتراف وعرفان وشكر الغرب قبل وطنه برغم مايمتلكه من عقلية مبدعة تجاوزت عصرها
ولد المرحوم الملفونو حنا عبد الاحد سنة 1926 في بلدة ازخ ( بيث زبدي 9 وعاش في مدينة المالكية حتى العشرين من عمره وانتقل بعدها الى القامشلي حيث تعلم في المدارس السريانية واصبح مديرا لها وبعد تأميمها عمل مدرسا في المدارس الحكومية وفي العام 1951 بدأ يفكر بتحسين جهاز استقبال موجات الراديو فكان له ماراد ونال عنه براءة اختراع من لندن بأسم الملكة اليزابيث وكما كانت له الكثير من الاختراعات. وقد توفي المرحوم في كندا عام 2003
إدمون زكّو
بوابة المجتمع المحلّي لمنطقة المالكيّة http://malkieh.reefnet.gov.sy/
-----------
رحمك الله يا ملفونو عبدالاحد، وللصراحة فانا اول مرّة أسمع عنه لذلك أحيي الموقع الذي كتب عنه واحيي كل يد تساهم في أرشفة اي معلومة عن أعلام بلدنا الحبيب ليبقوا دائماً في ذاكرتنا ويكونوا قدوة للأجيال القادمة وكي نعرف أنه لاشيء مستحيل.